اكتب إيميلك ليصلك كل جديد المدونة


خصائص الأطفال المعاقين عقليا

1.الخصائص العقلية :





     اتفقت معظم الدراسات التي أجريت في هذا الجانب على أن الأفراد ذوي الإعاقة العقلية يظهرون قصوراً واضحاً في أدائهم العقلي ، يتضح من خلال نتائج الاختبارات النفسية والتي حددت بدورها مستوى الأداء العقلي في حدود 70 درجة ذكاء كحد أعلى وَ 20 درجة ذكاء فما دون لتلك الحالات الشديدة والحادة ، وهذا بدوره يؤثر على أداء العمليات العقلية الأخرى لدى أفراد هذه الفئة كما تعكسه تصرفاتهم العامة "

ويتمثل هذا القصور في العمـليات التالية : 


        أ- الانتباه :

          يواجه الأفراد ذوو التخلف العقلي المتوسط والشديد مشكلات واضحة في القدرة على الانتباه والتركيز على المثيرات التعليمية ، مما يؤدى إلى بطء تحقيق الأهداف التربوية المرسومة لهم وتتزايد هذه المشكلات طردياً مع درجة الإعاقة لدى الفرد فقد وجد أن الأفراد ذوي التخلف العقلي المتوسط والشديد يواجهون صعوبات كبيرة في اختيار الخصائص المميزة للمثيرات ( كاللون أو الشكل ) مما يجعل عملية التميز عملية شاقة بالنسبة لهم . إضافة لذلك يتصف أفراد هذه الفئة بتشتت الانتباه ، مما يؤثر على اكتساب مهاراتهم الأكاديمية الوظيفية" 



وقد أشار الوابلي إلى عدد من الخصائص منها :

•يعاني الأفراد ذوو التخلف العقلي المتوسط والشديد من نقص واضح في الانتباه والتعلم التميزي بين الأبعاد المختلفة للمثيرات .
•يظهر لدى الأفراد ذوو التخلف العقلي المتوسط والشديد فرط الإحباط والشعور بالفشل ، لذا يبحثون عن فرص النجاح وعلاماته من خلال الانتباه ، والتركيز على تعبيرات وجه المعلم أكثر من تركيزهم على المهمة المطلوبة منهم .
•يواجه الأفراد ذوو التخلف العقلي المتوسط والشديد صعوبات في استقبال المعلومات في سلم تسلسل مراحل التعلم .
•يميل الأفراد ذوو التخلف العقلي المتوسط والشديد إلى تجميع الأشياء وتصنيفها بطريقة غير صحيحة ويعود السبب في ذلك إلى الطريقة التي يستقبل بها الفرد تعليمات ترتيب أو تصنيف الأشياء . 

ب- تنظيم المعلومات :

" تعد عملية تنظيم المعلومات من العمليات التي يمكن أن تزيد من فاعلية التعلم إذا ما تمت بالصورة المنظمة التي ينبغي أن تكون عليها ، إلا أن الأفراد ذوي التخلف العقلي المتوسط والشديد يظهرون قصوراً في هذه العمليات ، ولعل ذلك يعود إلى اضطراب التداخل بين جميع العمليات العقلية الأخرى مما يتطلب من العاملين مع أفراد هذه الفئة تنظيم المعلومات ، وعرضها من خلال استراتيجيات تعمل على زيادة أداء هذه العمليات العقلية مثل استخدام إستراتيجية التجميع Grouping لتنظيم المهام والمهارات المراد تعلمها " (الوابلي وآخرون ، 2005 م، ص24 ) وكذلك استخدام إستراتيجية التوسيطMediators ومجموعات التعلم Learning Sets . وفي حين يميل الأفراد العاديون إلى استخدام هذه الاستراتيجيات بشكل تلقائي مما يزيد من كفاءتهم في التعلم ، في المقابل لا يمكن للأفراد ذوي التخلف العقلي المتوسط والشديد استخدام هذه الاستراتيجيات بالطريقة التي يتبعها أقرانهم العاديون ، وإنما هم بحاجة للتلقين.  ( الشناوي ، 1997 .م ص16)

ج- الذاكرة :

تعد الذاكرة من العمليات العقلية الأساسية التي يعاني الأفراد ذوو التخلف العقلي المتوسط والشديد من القصور فيها ، حيث تشتمل هذه العملية على ثلاث مراحل أساسية تتضمن مرحلة استقبال المعلومات مرحلة التخزين ، مرحلة الاسترجاع . وتظهر المشكلة الرئيسة لدى أفراد هذه الفئة في المرحلة الأولى لاستقبال المعلومات بسبب تدني درجة الانتباه لديهم. فلقد أكدت الدراسات في هذا المجال أن أفراد هذه الفئة لا يستوعبون الموقف التعليمي إلا بعد تكراره عدة مرات حيث إن التكرار يساعدهم على التذكر والاستفادة من مواقف التعلم المختلفة  كذلك الدراسات أن أفراد هذه الفئة يواجهون مشكلات على صعيد الذاكرة قصيرة المدى Short Term Memory حيث أشار الخطيب و الحديدي (1999م ) إلى أن أليس(Ellis) يعتقد بأن الذاكرة قصيرة المدى تتضمن إحداث أثر في الجهاز العصبي المركزي يستمر عدة ثوان ، وهذا الأثر هو الذي يسمح بالاستجابة السلوكية . وقد أطلق أليس (Ellis) على ذلك نظرية اقتفاء المثيرStimulus Trace Theory ، إذ يرى أن الفرد ذوي التخلف العقلي المتوسط والشديد يواجه صعوبة في اقتفاء أثر المثير والانتباه للمثيرات الخارجية المختلفة . أما عن الذاكرة طويلة المدى Long Term Memory  قد توصلا إلى أن الأفراد ذوي التخلف العقلي المتوسط والشديد يعانون من قصور في الذاكرة طويلة المدى ، الأمر الذي يدعم فاعلية استخدام استراتيجية التكرار بعد التعلم كوسيلة لتدريب الأفراد ذوي التخلف العقلي المتوسط والشديد على التذكر وربط المهارات المكتسبة بمواقف الحياة اليومية .

د- انتقال أثر التعلم :

يظهر الأفراد ذوو التخلف العقلي المتوسط والشديد تدني واضح في عملية نقل أثر التعلم من موقف إلى آخر وهي من الخصائص المميزة لهذه الفئة عند مقارنتهم بأداء أقرانهم العاديين ، حيث علّل الباحثون هذا القصور بفشل الفرد ذوي التخلف العقلي المتوسط والشديد في التعرف على أوجه الشبه والاختلاف بين الموقف المتعلم السابق والموقف الجديد . وأن هناك فروق واضحة بين أطفال مراكز التربية الخاصة النهارية ، وأطفال مراكز الإقامة الكاملة من حيث قدرتهم على التعرف على الدلائل المناسبة بين الموقف المتعلم السابق والجديد ، بالإضافة إلى أن قدرة الفرد على نقل أثر التعلم يعتمد على مستوى التخلف العقلي ، فهناك علاقة عكسية بين درجة الإعاقة والقدرة على نقل أثر التعلم . كذلك تتأثر هذه القدرة حسب طبيعة المهام التعليمية ، ودرجة التشابه بين المواقف المتعلمة السابقة والجديدة . 

هـ- الإدراك والتفكير :

يعاني أفراد فئة التخلف العقلي المتوسط والشديد من قصور في عملية الإدراك كنتيجة لتأثر مراكز الإدراك العقلية بشدة الإعاقة . هذا بالإضافة إلى ما يعانونه من قصور في عملية التفكير ، والتي تعد من العمليات العقلية اللازمة لجمع المعلومات والخبرات التي سبق تعلمها من قبل ومن ثم إعادة تنظيمها عند مواجهة المواقف وحل المشاكل الجديدة. كذلك يظهر أفراد هذه الفئة تدني في قدرتهم على التفكير المجرد ، لذا يميلون إلى استخدام التفكير المحسوس في المواقف التعليمية. وقد أوضح جرستن (Justen )  إلى أن البحوث التي أجريت حول مقارنة نمو الإدراك والتفكير لدى فئة التخلف العقلي وأقرانهم العاديين أظهرت أن الأفراد ذوي التخلف العقلي المتوسط والشديد لا يستطيعون فهم الأفكار المجردة ويفشلون في إظهار التفكير الإبتكاري أو الإبداعي الذي يتناسب مع عمرهم العقلي . و على الرغم من وجود الفروق بين أداء الأفراد العاديين وذوي التخلف العقلي المتوسط والشديد في مجالي التفكير والإدراك إلا أنه يصعب الوصول إلى استنتاجات قاطعة في هذا الشأن ، لذا يُنصح جميع العاملين مع هذه الفئات بالتدريب على هذه العمليات العقلية ، بما يتناسب مع القدرات والإمكانيات الخاصة بكل فرد .
وإضافة إلى هذه الخصائص العقلية العامة للأفراد ذوي التخلف العقلي المتوسط والشديد أشار (الخطيب 2010م ،ص188) إلى وجود جوانب قصور إضافية لدى هذه الفئة ، فعلى سبيل المثال وجد أنهم يعانون من ضعف في القدرة على :

          •استخدام العلامات أو الإشارات أو التلميحات في المواقف التعليمية .

         •الاستدلال واستخدام الاستراتيجيات التنظيمية في الكثير من مواقف التعلم.
•التخيل والتصور .
•التعلم العرضي" غير المقصود " .


2. الخصائص الانفعالية والنفسية :



            يغلب على سلوك ذوى  العقلية التبلد الانفعالي واللامبالاة وعدم الاكتراث بما يدور حولهم، أو الاندفاعية وعدم التحكم في الانفعالات كما يؤثرون الانعزال والانسحاب في المواقف الاجتماعية وعدم الاكتراث بالمعايير الاجتماعية، والنزعة العدوانية والسلوك المضاد للمجتمع وسهولة الانقياد وسرعة الاستهواء، هذا بالإضافة إلى الشعور بالدونية والإحباط وضعف الثقة بالنفس والرتابة وسلوك المداومة والتردد وبطء الاستجابة والقلق والوجوم والسرحان وقد يبدو المتخلف عقلياً لطيفاً مبتسماً ودوداً في كل الأوقات بمناسبة ودون مناسبة.
    ومن المبادئ الهامة التي يجب على الإخصائي النفسي مراعاتها عند إرشاد المتخلفين عقليا ما يلي:
        (1) يتعين على الإخصائي أن يفهم الخصائص المرتبطة بالتخلف العقلي، وأن تكون لديه معرفة بمستوى الطفل من حيث توظيف قدراته وإمكاناته.
        (2) استخدام العبارات المحسوسة والكلمات والجمل المبسطة يعتبر ملائما تماما لكل طلاب فئات الإعاقة وخاصة مع الأطفال ذوي التخلف العقلي.
       (3) إن روح الدعابة لدى الإخصائي النفسي ستمكنه إلى حد كبير من أن يتعايش بنجاح مع الأسئلة أو الملاحظات الشخصية أو غير الملائمة، أو التعليقات التي قد توجه له فجأة أثناء جلسات الإرشاد النفسي.

        (4) التكرار والتوضيح، بالإضافة إلى استخدام الوسائل المعينة المحسوسة مثل الأفلام وشرائح الإيضاح التعليمية، والنماذج قد تساعد الطفل المتخلف عقليا في فهم المفاهيم ذات المعاني المجردة على نحو خاص.
        (5) يتعين على الإخصائي النفسي الالتزام بحدود سلوكية زمنية ثابتة من خلال وقت محدد داخل بناء أو تنظيم واضح المعالم. 

3. الخصائص الاجتماعية: 



        تعد مشكلة الإعاقة العقلية، في كثير من أبعادها، مشكلة اجتماعية، فالشخص ذو الإعاقة العقلية أقل قدرة على التكيف الاجتماعي و على التصرف في المواقف الاجتماعية وفي تفاعله مع الناس. والخصائص الشخصية والاجتماعية للأطفال ذوى الإعاقة العقلية تتأثر بعوامل متعددة مثلها في ذلك مثل العوامل التي تؤثر في نمو شخصية الطفل العادي، ولكن الطفل ذو الإعاقة العقلية يعاني من خصائص سلبية لها تأثير حاسم على نمو شخصيته وسلوكه الاجتماعي فانخفاض مستوى قدرته العقلية وقصور سلوكه التكيفي يضعه في موقف ضعيف بالنسبة لأقرانه من الأطفال ويطور لديه إحساساً بالدونية، ومما يضاعف من هذا الإحساس انخفاض التوقعات الاجتماعية منه، حيث أن الآخرين في معظم الأحيان يعاملونه على أنه مختلف ولا يتوقعون منه الكثير.

4. الخصائص الجسمية والحركية:





         إن الصفات الجسمية العامة كالطول والوزن والبنيان الجسمي بصفة عامه، تعتمد كلها على الخصائص الوراثية للطفل، إلا إذا كان التخلف العقلي من ذلك النوع المصحوب بمظاهر جسمية معينة كما في حالات الأنماط الإكلينيكية( كذوي العرض داون) و في ما عدا هذه الحالات تكون الفروق بين ذوى الإعاقة العقلية البسيطة وبين الأسوياء في نواحي النمو الجسمي أقل بكثير من الفروق بينهم في نواحي النمو العقلي.
          أما عن بدايات مظاهر النمو الحركي فإنها تكون متأخرة عند هؤلاء الأطفال حيث يتأخر الطفل ذو الإعاقة العقلية في الجلوس والحبو والوقوف والمشي والكلام كما تتأخر لديه القدرة على القفز والجري لذا يحتاج الطفل إلى تدريبات لتنمية التوازن الحركي والقدرات الحركية بصفة عامة.    (الببلاوي و عبدالحميد،2013م)


5/الخصائص اللغوية والكلامية :


  
       تتعدد مظاهر الاضطرابات اللغوية والكلامية لدى الأفراد ذوي التخلف العقلي المتوسط والشديد حيث تتمثل هذه المظاهر في اضطراب الوظائف الرئيسة في اللغة الاستقبالية، والتعبيرية ، وضعف الحصيلة اللغوية من مفردات ، جمل ، وشبه جمل ، وتدني القدرة النحوية والتركيبية ، واضطرابات النطق كالحذف ، الإبدال ، الإضافة ، التأتأة "(الوابلي وآخرون ، 2005 م،ص 27 ) . هذا وقد علّل العديد من الباحثين أن الصعوبات والمشاكل الكلامية التي يعاني منها أفراد التخلف العقلي المتوسط والشديد تعود في معظمها إلى عوامل وظيفية ، وبيولوجية كاضطراب الأجهزة الحسية العصبية ، والحركية المرتبطة وظائفها مباشرة بالدماغ . بالإضافة إلى ذلك فإن مستوى الاضطراب اللغوي والكلامي يرتبط طردياً بمستوى النمو المعرفي ، بمعنى أنه كلما انخفضت نسبة تدني القدرات العقلية كلما زاد القصور اللغوي والكلامي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق